Translate

الأحد، 11 نوفمبر 2012

إبراهيم عيسى يكتب : المفاجأة أن الرئيس مرسى لا يريد تطبيق الشريعة الإسلامية


طالب أحدهم فى جمعة التكفير الرئيس مرسى بالانتصار على الليبراليين قبل أن ينتصروا عليه، وأنا أدعو الرئيس إلى الأخذ بالنصيحة فورًا.

والحقيقة أن هذه معركة مُصطنَعة ومُفتعَلة وكذوب يخوضها إرهابيون وقتلة سابقون ووُعَّاظ نصف جهلة وإخوان فاشلون فى أى إنجاز، فقرروا ترويع المصريين بهذه المعركة المريضة بأكاذيبهم.

لا معركة حول تطبيق الشريعة إطلاقًا، بل هناك كذب من الإسلاميين وادّعاء أن القوى المدنية تعطِّل التطبيق، ولا نعرف كيف تعطِّل هذه القوى شرع الله! ثم هى لا تملك أى قوة من أى نوع، لا فى الدولة ولا الحكومة ولا الرئاسة، تمكِّنها من منع أو إعمال وتفعيل عملية تطبيق الشريعة، ومن ثم فالذى لا يريد تطبيق الشريعة هو رئيس جمهورية مصر العربية محمد مرسى، ولا أحد آخر، وتوقفوا عن التضليل!

حسنا، أرجو أن يسمع الرئيس الهتافات التى أمطرونا بها فى جمعة التكفير دون تردد، وأن لا يتكاسل عن التطبيق الفورى للشريعة الإسلامية.

طبِّقها يا رجل فأنت لا تحتاج إلى إذن أحد فى تطبيق شرع الله، كن رجلاً مؤمنًا كما يتوقع أنصارك، وكما تلح خطبك المفرطة والمثرثرة، ونفِّذ حلمك وحلم أقرانك وطبِّق الشريعة، فهى ملك يمينك وبِسِنِّ قلمك.

طبِّق الشريعة يا رجل ولا تتهرب من جمهورك وترمى أنت وجماعتك التهم على القوى المعارضة وتفترى عليها بأنها تمنع تطبيق الشريعة.

لكن يبدو أن الرئيس يرفض تطبيق الشريعة، ويعصى أمر ربه، ويلفّ بتصريحاته ويدور بقراراته دون أن يعتبر لأهمية ومشاعر محبيه ومنافقيه وبطانته المتواطئة المنحنية، ولن يفعلها، فهو لا يريد تطبيق الشريعة، ويخشى من شىء ما أكثر من خشيته من السؤال يوم الحساب: لماذا لم تطبِّق الشرع يا مرسى؟

الرئيس يريد فقط أن ينتشر هذا التضليل والكذب والافتراء على معارضيه هو وإخوانه بأن الليبراليين يمنعون الشريعة، ومن ثم يسدّ رمق الرئيس أن يتحول الشعب إلى فريقين، واحد يدّعى الإيمان وآخَر متهم بالكفر.

هذه أسعد لحظات الرئيس مرسى حتى لا يسأله أحد عن فشل سياساته وعن حَلقيَّة وتحزُّب وتعصُّب وأخونة قراراته، وعن تصفية حساباته، وعن انحدار اقتصاده، وعن فخره بفشله فى سيناء، وعن عفوه عن إرهابيين.

لا يملك الرئيس شيئًا من إنجازات، ولا شيئًا من نجاح، حتى يقدمه للناس، لذلك فمن مصلحته أن يتفرغ المجتمع لمعركة التكفير، ولتفرغ طاقة المصريين فى أوهام الإسلاميين بإيهام الناس أن شرعهم سوف يُدخِلهم الجنة، كأن هؤلاء الوُعَّاظ المكفراتية يعيدون قبح سلوك رجال الكهنوت فى أوروبا خلال القرون الوسطى حين كانوا يؤجرون للناس أراضى فى الجنة!

الرئيس مرسى يتواطأ ويحمى ويستفيد من هوس التكفير الذى لا يُدينه مرسى أبدا، ولم ينطق بكلمة ضد دعايات التكفير التى ينشرها أنصاره ضد معارضيه، ولا قال برفضه، ولم يردع أصحابه فى أى من خطاباته وخطبه المطنطنة عن التورط المتدنى فى تكفير المعارضين، خصوصًا أن بعضهم ممن ارتموا فى أحضان مرسى فى الانتخابات وفى «التأسيسية»، ولم يحصدوا من شوق العناق إلا شوكًا.

بل إن إخوته فى الجماعة لا يتورعون هذه الأيام عن اتهام معارضيه بإحراق البلد والعمالة، وهو اتجاه كاشف لخواء النفس الإخوانية من أى اقتناع حقيقى بالديمقراطية.

السيد الرئيس محمد مرسى، توقف -أرجوك- عن التسويف والتأجيل والتجاهل لهذه الحقيقة المؤكدة، أنك لا تريد تطبيق الشريعة ولا تقدر لسبب ما أن تطبِّقها، لكنك وجماعتك لا تتوقفون عن المتاجرة بهذا الطلب.

إننا نشفق على الجمهور الذى يصدق هؤلاء ورئيسهم.

ونسأل الله هداية الغافلين وأن يرينا جبروته فى الكذابين


الدستور الاصلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون