قالها بفخر فى لحظة صراحة وهو ينظر فى الفراغ الممتد ويتنهد بعمق،” كل امرأة عرفتها كانت أشبه بمدينة محصنة قمت بغزوها، ولم أتركها حتى تم الفتح، وهكذا توالت الفتوحات بلا نهاية”، هكذا بدأ الحديث الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر،
حيث يقول نظرت إلى هذا الشخص متعجبا ومشفقا وغاضبا وربما حاسدا أو مشدوها، وشعرت بالقلق على استخدام لفظ “الفتوحات” فى هذا السياق العاطفى العبثى، بعد أن كان مرتبطا بفتوحات تاريخية محملة بالفخر ونشر الحق والعدل والخير فى ربوع الأرض، ومرتبطا بالرجولة المشحونة بالمروءة والشهامة والصدق والوفاء والإخلاص وليس بالخداع والاستغلال.
ويوضح المهدى إلى أن تلك القصص للخيانات والعلاقات والمغامرات العاطفية، كثرت هذه الأيام بشكل ملفت للنظر، وسرى ذلك فى الحياة الأسرية، وأصبحت واقعا فى توجهات المجتمع وانحرافات السياسة وارتخاء القدرة على التغيير الإيجابى وضعف الرغبة تجاه معانى الأمور، والانجراف وراء الملذات، وادعاء البعض بأن هذا هو شكل ومضمون الحياة المعاصرة بعد أن اقتربت المرأة من الرجل فى كل مكان أكثر من اللازم.
ويرجع المهدى انتشار هذه السلوكيات غير المتسقة مع أخلاقيات مجتمعنا، واتساع انتشار ظاهرة العلاقات المتعددة إلى عدة أسباب من أهمها “اختراع التليفون المحمول” والذى أحدث نقلة نوعية فى هذا الأمر، حيث استخدمت الاتصالات و”الرنات” و”المسجات” كوسائل سحرية تذيب الحواجز وتقطع المسافات وتسهل اللقاءات على كل المستويات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق