Translate

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

عراقيات يرفعن الاثقال في وجه مجتمع يميل نحو الذكورية

يعلو تصفيق لاعبات اول فريق نسائي لرفع الاثقال في العراق، ومعه صيحات التشجيع، فيما ترفع هدى سالم في القاعة المغلقة في شمال بغداد، 40 كيلوغراما من الحديد، ثم تسقطها على الارض بحركة سريعة.


وتقول هدى (15 عاما) لوكالة فرانس برس “اعشق رياضة رفع الاثقال. كنت اتابع بطولات هذه الرياضة على التلفزيون، وفي يوم من الايام قررت ان انضم الى احد النوادي”.

وتضيف وهي تبتسم “اتطلع الى الفوز بالميدالية الذهبية”، مشيرة الى ان ارقامها القياسية تبلغ 60 كيلوغراما في حركة النتر، و75 كيلوغراما في حركة الخطف.

وهدى واحدة من بين اربع نساء يمثلن اول فريق نسائي في العراق لرفع الاثقال، حيث انه من المفترض ان يشاركن الخميس في بطولة العرب لهذه الرياضة التي تستضيفها الرباط.
وتعبق قاعة التدريب الواقعة قرب مدينة الصدر المحافظة التي تسكنها غالبية شيعية في شرق بغداد، برائحة العرق والبودرة البيضاء التي تساعد اللاعبات على امساك الاثقال ورفعها باحكام اكبر.

وفيما تتدرب الرباعات، حيث تنتظر الواحدة تلو الاخرى دورها لرفع وزن معين، ينتشر في ارجاء القاعة الرجال، وتسمع بين اللحظة والاخرى اصوات الاثقال التي يرفعونها وهي ترتطم بالارض.

وتقول طيبة نبيل (13 عاما) بخجل واضح انها كانت تتمنى لو ان القاعة “مخصصة للنساء فقط”، قبل ان تستدرك اللاعبة التي ارتدت قميصا لفريق برشلونة الاسباني لكرة القدم “على العموم عائلتي شجعتني على ممارسة رياضة رفع الاثقال”.

وتمثل مشاركة هذا الفريق النسائي في البطولة العربية وجها من اوجه التحدي لعادات وتقاليد تحكم مجتمعا يميل نحو الذكورية، خصوصا في ظل تصاعد نفوذ الاحزاب المحافظة منذ سقوط النظام السابق العام 2003.
وتمتعت النساء العراقيات اللواتي يشكلن نحو 55 % من اعداد السكان، بظروف افضل مقارنة مع اوضاع النساء الاخريات في الشرق الاوسط قبل حرب العام 1991 التي قضت مع سنوات الحصار التي تلتها، على هذا الامتياز.
ورغم مشاركتها الاكبر اليوم في الحياة السياسية عبر الكوتا البرلمانية التي تبلغ 25 %، شهدت اوضاع النساء العراقيات تدهورا بعد الاجتياح قبل حوالى تسع سنوات.

كذلك، فان اعمال العنف اليومية خلفت نحو مليون ارملة.
ويقر مدرب الفريق عباس احمد عباس، الذي بدأ قبل عام تطبيق فكرته حول تشكيل فريق نسائي يمثل العراق في مسابقات رفع الاثقال، بانه يراعي في خلال عمله بعض الحساسيات.

ويوضح ان “هذا الامر حساس جدا في العراق، فنحن بلد مسلم”، مضيفا “عندما بدأت عملي بقيت اراعي مشاعر الناس، فانا ايضا اهتم بالعادات في مجتمع مسلم”.

ويتابع “على كل حال نركز في سعينا هذا على الفتيات الصغيرات حيث انه من الافضل اعدادهن من صغرهن حتى يتمتعن بالمقومات اللازمة لهذه الرياضة في مراحل لاحقة”.

وللحجاب دور رئيسي في هذه المسألة، خصوصا ان الغالبية العظمى من النساء في العراق يضعنه على رؤوسهن، بعضهن انطلاقا من زاوية دينية، واخريات اجبرن على ذلك انطلاقا من زاوية اجتماعية.

وترتدي الفتيات المشاركات في الفريق النسائي الحجاب اثناء توجههن الى قاعة التدريب، وعلى طريق عودتهن الى المنزل، لا انهن يتخلين عنه خلال فترة التمرين.

وتقول هدى “لست كالفتيات الاجنبيات، هن يستطعن ان يرتدين ما يرغبن به. بالنسبة لي، ارتدي الحجاب، لكن هذا الامر ليس عمليا خلال التمرين، لذا اخلعه حين اتواجد هنا”.

وفي زاوية اخرى من القاعة، يستعد مصطفى الرازي لرفع الاثقال.
ويقول “لا مشكلة لدي في التمرن جنبا الى جنب مع الفتيات، ولكن ليس الفتيات اللواتي يملكن عضلات كبيرة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون