Translate

الجمعة، 10 يناير 2014

نهايات مأساوية و فضائحية لنجوم السينما الكبار


دائماً ما تُحاط حياة الفنانين بهالة من الأضواء تخلق انطباعاً لدى البعض بأنهم من المستحيل أن يعانوا من أي حزن أو ألم، فلديهم الشهرة ووفرة المال يصحبهما أناقة واهتمام بالمظهر، لكن الحقيقة تكون غير ذلك، فالنهايات المأساوية كانت خاتمة لعدد لا بأس به من الفنانين، كما يقول موقع السينما كوم ويبدو أن أضواء الشهرة ما هي إلا خدعة لحياة ليست بالضرورة سعيدة.

وفي السطور التالية اخترنا عدداً من الفنانين أصحاب النهايات المأساوية الذين طالما منحونا السعادة بأعمالهم على الشاشة، ولكنهم عجزوا عن توفيرها لأنفسهم.

أنور إسماعيل
----------------
في نهاية الثمانينيات، وتحديداً في 1989، نشرت الصحف خبر العثور على جثة الفنان أنور إسماعيل صاحب أشهر الأعمال الدينية والتاريخية داخل إحدى الشقق بحي السيدة زينب، والمفاجأة أن تلك الجثة كانت متعفنة وقت العثور عليها، ليس ذلك فحسب، بل وجدت الجثة أيضاً عارية تماماً ما أثار شكوك النيابة بأن الوفاة تمت أثناء قضائه ليلة ساخنة مع إحدى الساقطات، وبعد الكشف عن الجثة وجد أن السبب الرئيسى للوفاة هو تناوله جرعة هيروين زائدة أودت بحياته، وفاة الفنان أنور إسماعيل بهذه الطريقة البشعة أحدثت صدمة وقتها لمحبيه وجمهوره، خاصة المتابعين للمسلسلات الدينية في تلك الفترة والتي كان أنور إسماعيل بمثابة تميمة الحظ في أغلبها، ومن أشهرها "لا إله إلا الله"، و"الكعبة المشرفة"، و"حدود الله"، و"القضاء في الإسلام".

نيازي مصطفى.. القاتل مجهول
--------------------------------------
البحث عن فضيحة هو اسم أحد الأفلام الشهيرة التي أخرجها مخرج الترسو نيازي مصطفى، ورغم روعة الفيلم إلا أنه وللأسف ناله وهو ينهي حياته نصيب من ذلك الاسم، فواقعة مقتله داخل شقته بالجيزة كشفت عن علاقاته المتعددة ما صعب على المحققين الوصول إلى الجاني الحقيقي وقيدت القضية ضد مجهول، وترجع أحداث هذه الواقعة إلى 19 أكتوبر عام 1986، ففي صبيحة ذلك اليوم صعد محمد عبد الله مكتشف الجريمة والطباخ الخاص للمخرج نيازي مصطفى سلم الخدم كما تعود كل صباح، حتى وصل إلى باب المطبخ، لكنه وجده مغلقاً، ما يعني أن المخرج لم يستيقظ بعد، في هذه الحالة كان عليه النزول والصعود من سلم السكان إلى باب الشقة الرئيسي، طرق الباب لكن لم يرد أحد، انتظر الطباخ طويلاً في المقهى القريب من المنزل على أمل أن يستيقظ المخرج وهو ما لم يحدث، وبعد تكرار المحاولات توجه الطباخ إلى منزل أخت نيازي مصطفى ليأخذ منها النسخة الاحتياطية من المفتاح، ليفتح باب الشقة ويكون هو أول من يشاهد جثة المخرج الشهير ملقاة فوق الأرض بجانب دولاب غرفة نومه موثوق اليدين إلى الخلف.

ولم تكن دائرة المعارف الواسعة للمخرج الشهير هي السبب الوحيد- رغم أنه الأقوى- في إفلات الجاني بجريمته، حيث اكتشف فريق البحث بمجرد وصوله الشقة حدوث عبث بمسرح الجريمة، ما أضر أشد الضرر بالقضية، وكان السبب في ذلك وبحسن نية شقيق المخرج الذي وبمجرد وصوله إلى الشقة طلب مساعدة الطباخ فى حمل الجثة ونقلها إلى السرير، إلى جانب وجود بصمات كثيرة داخل مسرح الجريمة ما زاد الأمر صعوبة، ليرحل مخرج أشهر أفلام الأكشن دون أن ينال قاتله منه أي مقاومة.

وداد حمدي
------------
لم تتوقع الفنانة وداد حمدي أشهر من قدمت دور الخادمة خفيفة الظل في السينما المصرية أن يؤدي عشقها للتمثيل لمقتلها في النهاية، فرغم وصولها لسن 69 عاماً، إلا أنها كانت مستمرة في التمثيل وتقديم الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وفي يوم 26 مارس عام 1994 ذهب إليها ريجيسير بحجة أنه سيقدم لها دوراً في أحد الأفلام ، فصدقته ودعته للدخول للمنزل، بل وقامت لإعداد كوب من الليمون له، ليتسلل وراءها للمطبخ، ويطعنها عدة طعنات أودت بحياتها على الفور.

ورغم قيام الريجيسير بقتلها بهدف السرقة، فقد تصور أنها تملك من المال الكثير، إلا أن المفاجأة أنه لم يجد سوى 200 جنيه فى المنزل.

عبد السلام النابلسي.. الإفلاس قضى عليه
-------------------------------------------------
يبدو أن قدر نجوم الكوميديا الذين أمتعونا بأدوارهم الرائعة أن تكون نهاية حياتهم مناقضة تماماً لما يقدمونه، ومن هؤلاء الفنان عبد السلام النابلسي الذي تعرض لعدة أزمات في حياته أدت لرحيله بشكل مأساوي، وكانت البداية حين طالبته مصلحة الضرائب في مصر بسداد مبلغ كبير لم يستطع سداده، فقرر ترك مصر والعودة لمسقط رأسه لبنان، وتزامن ذلك مع زيادة آلام المعدة لديه والتي لم يحكها لأحد، لدرجة أن الفنانة صباح التي كانت تصور معه فيلم رحلة السعادة في تونس، قالت في حوار قديم لها إنها كانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق، رغم قيامه بفتح صنابير المياه حتى يعلو صوت المياه على صوت توجعاته، ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ أعلن البنك الذي يضع فيه أمواله في لبنان إفلاسه، وبالتالي أصبح هو الآخر مفلساً، لتزداد حالته النفسية والجسدية سوءاً، لدرجة أنه منع نفسه عن الطعام حتى لا تزداد آلامه.

وفي 5 يوليو 1968 اشتد المرض علي النابلسي، وأثناء نقله للمستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة، واستمراراً للمأساة لم تجد زوجته بعد وفاته مالاً كافياً لإجراء الجنازة، فتولى الموسيقار فريد الأطرش هذا الأمر، كما تولى رعاية زوجة النابلسي حتى آخر يوم من عمره.

أمين الهنيدي.. احتجزوا جثته بسبب 2000 جنيه
-----------------------------------------------------
لم تختلف مأساة الفنان أمين الهنيدي كثيراً عن عبد السلام النابلسي، حيث عانى من الفقر والمرض أيضاً في نهاية حياته، فأثناء تصويره لأحد أعماله عانى من متاعب صحية شديدة، ليجري الفحوصات والتحليلات التي أثبتت إصابته بالسرطان، وكان ذلك في منتصف الثمانينيات، حيث كان في قمة عطائه الفني، ورغم المرض لم يتوقف أمين الهنيدي عن العطاء، بل كان يقف على خشبة المسرح ليضحك الجماهير، وهو يعاني من آلام المرض، ولكن بعد فترة اشتدت عليه آلام المرض، فابتعد عن المسرح والسينما، وبدأ ينفق أمواله على العلاج، حتى توفي في المستشفى، ولم تستطع أسرته دفع باقي مصروفات علاجه التي بلغت 2000 جنيه، فقامت المستشفى باحتجاز الجثة، حتي نجحت الأسرة في توفير المبلغ.




علي الكسار.. من النجومية إلى الفقر والمرض
-----------------------------------------------------
وعلى نفس المنوال كانت نهاية الفنان علي الكسار الذي كان يوماً نجماً مسرحياً كبيراً، وله فرقته الخاصة التي تقدم أهم العروض المسرحية، وأيضاً بطلاً للعديد من الأفلام السينمائية منها "سلفني 3 جنيه"، و"نور الدين والبحارة الثلاثة"، حيث عانى من الفقر والجحود في أعوامه الأخيرة، ففي بداية الخمسينيات تجاهله المخرجون والمؤلفون، ولم يطلبه أحد في أعمال جديدة، ما اضطره لقبول الأدوار الصغيرة في الأفلام، لكي يتمكن من الإنفاق على أسرته، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث أصابه المرض، واشتدت عليه آلامه، فأدخلته أسرته مستشفى القصر العيني، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة فوق سرير متواضع في غرفة درجة ثالثة بالقصر العيني.


عبد الفتاح القصري.. نهاية مأساوية
-----------------------------------------
وإذا كان بعض الفنانين عانوا من المرض والفقر، فإن الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري الذي رسم البهجة والضحكة على شفاه الجماهير بأفلامه الرائعة وإفيهاته الكوميدية التي لا تنسى، عانى في نهاية حياته من مجموعة من المآسي كان أولها إصابته بالعمى، فأثناء عمله فى إحدى المسرحيات مع النجم إسماعيل ياسين أصيب بالعمى المفاجئ، ولوقت ظل يكرر وهو على خشبة المسرح أنه ما بيشوفش والجمهور يضحك متصوراً أنها جملة من جمله الكوميدية، وبعد مصيبة العمى أصيب القصري بمصيبة أكبر، فزوجته التي كانت أصغر منه بسنوات هجرته وطلبت الطلاق بعد أن خدعته واستولت منه على كل أمواله، والأسوء أنها هجرته لتتزوج من شاب كان عبد الفتاح القصري يرعاه وينفق عليه ويعتبره ابنه الذي لم ينجبه.
ولم يتوقف الأمر عند ذاك فقط، إذ أصيب أيضاً بمرض تصلب الشرايين الذي أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان، وكانت المصيبة الرابعة على هذا الفنان الكبير هي نكران الأصدقاء في الوسط الفني الذين تركوه وحيداً يعاني من الأمراض والفقر، ولم يكن يسأل عليه سوى الفنانة نجوى سالم، ونظراً لظروفه السيئة وإصابته بمجموعة من الأمراض، اضطر إلى السكن في غرفة تحت بير السلم في الشرابية، وكانت ترعاه سيدة فقيرة، ولم يكن لهذه السيدة عمل غير بيع الشاي في أحد الشوارع الجانبية، وفي أوقات كانت ترتزق من الخدمة في بيوت الناس، وعندما علم بعض الفنانين منهم هند رستم بالحالة المزرية التي وصل إليها جمعوا من بعضهم مساعدات مالية، وأودعوه إحدى المستشفيات، وهناك وافته المنية عن عمر يناهز 58 عاماً، والمحزن أكثر أن جنازته لم يحضرها سوى 3 من أقربائه والفنانة نجوى سالم.

إسماعيل يس.. الجحود وعدم الوفاء قضى عليه
--------------------------------------------------------
لقد أضحكت العالم ولم أعش يوماً سعيداً.. ربما تكون هذه الجملة التي قالها تشارلي شابلن عن نفسه تنطبق بشكل كبير على أسطورة الكوميديا إسماعيل يس الذي قدم أعظم الأفلام والمسرحيات الكوميدية، وكان النجم الكوميدي الأول في عصره، فكان الأعلى أجراً، وأفلامه تحقق أعلى الإيرادات، ولكنه تعرض لمآسٍ عديدة تصلح لأن تكون فيلماً تراجيدياً، ففي بداية الستينيات انحسرت الأضواء عنه، وقل عدد الأفلام التي يقدمها، فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد، أصبح يقدم فيلمين أو ثلاثة، وتزامن ذلك مع تراكم الضرائب عليه، فتم الحجز على العمارة التي بناها، واضطر بعدها لحل فرقته المسرحية، ونظراً لظروفه المادية السيئة سافر إلى لبنان ليقدم المونولوج مجدداً، واشترك في عدة أفلام لا تليق بمكانته، وبعد فترة عاد لمصر مصاباً بالإحباط واليأس، بسبب الفقر والجحود ونكران الجميل الذي وجده، خاصة من أصدقائه المنتجين الذين جنوا سابقاً من وراء أفلامه أموالاً طائلة.

وبعد أن كان بطلاً فى أفلامه وتكتب الأفلام باسمه، أصبح يقدم أدواراً صغيرة، وأصيب بالأمراض منها النقرس، حتى توفي إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل دوره الأخير والقصير في فيلم "الرغبة والضياع" من بطولة نور الشريف.

فاطمة رشدي.. كان حلمها شقة
==================
يبدو أن النهايات المأساوية لم تقتصر على نجوم الكوميديا فقط، فالفنانة فاطمة رشدي أبرز نجمات السينما المصرية، وبطلة فيلم العزيمة الذي يُعد واحداً من ضمن أفضل 100 فيلم مصري، لم تختلف قصتها كثيراً عن النجوم السابقين، فبعد اعتزالها الفن، انحسرت عنها الأضواء، وتدهورت حالتها المادية والصحية، لدرجة أنها لم تكن تمتلك شقة تعيش فيها، فعاشت في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، وفي تلك الأثناء نشرت جريدة الوفد حالتها، فاهتم الفنان فريد شوقي بظروفها، وتدخل لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة، وتوفير مسكن ملائم لها، وبعد استلامها الشقة بأيام توفيت فاطمة رشدي وحيدة فقيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون