Translate

السبت، 6 أكتوبر 2012

منة شلبى: مواقفى السياسية صفر.. ومواقفى الإنسانية ترضينى

 «ريم» ناشطة تعمل فى مجال الدعاية والإعلان، عاشت حياة مليئة بالتقلبات والأزمات، وفى النهاية وجدت نفسها فى علاقة لم تكن مستعدة لها. قصة «ريم» مع الثنائى الآخر «محمود» و«فاطمة» لم تكتف باستعراضها من خلال فيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصر الله، لكنها طافت بها أحد أهم مهرجانات العالم «كان السينمائى الدولى»، لتطير عقب ذلك بشهرين إلى أقصى صعيد مصر، حيث مهرجان «الأقصر للسينما الأوروبية»، لذلك كان لا بد لمنة شلبى صاحبة دور «ريم» من استراحة تلتقط خلالها الأنفاس، لتتحدث عن التجربة التى تتناول جوانب من الثورة المصرية من خلال بعد إنسانى.

منة شلبى فى البداية أشارت إلى اللقاء الذى جمعهم كأبطال للفيلم بالمخرج يسرى نصر الله، حيث طلب منهم التفرغ لمدة عام كامل من أجل تصوير الفيلم، وهو ما تم بالفعل، وظلت خلال تلك الفترة تحاول أن تجمع كل الخيوط الخاصة بالشخصية عبر الاجتماعات واللقاءات التى تتم بينهم، حيث تدخل البطلة فى علاقة عاطفية مع (محمود البيطار) «أحد مَن يسنكون منطقة نزلة السمان، وكان متورطًا فى ما حدث يوم موقعة الجمل»، الذى جسّد دوره باسم سمرة، لكن هنا كان لا بد من التوقف، خصوصًا أن العلاقة العاطفية لم يتقبلها البعض، كونها جاءت فى مشهد غير مفهوم بالنسبة إلى الأحداث، وجاءت بشكل مفاجئ، غير أن منة عقّبت على ذلك بكونها تقوم بالتمثيل ولا تستطيع فرض مشاهد معينة على المخرج، لكنها أكملت أن «ريم» كانت تعيش حياة وصفتها بـ«الملخبطة»، أدت إلى تورطها فى علاقة عاطفية جذبتها إلى عالم آخر، لكنها حينما وجدت أن «محمود البيطار» لديه عائلة وزوجة، حاولت أن تعود مرة أخرى إلى حياتها، لكن زوجها «تيمور» خذلها كالعادة وتخلّى عنها، وأكدت منة أن الإنسان عندما يعيش حالة «لخبطة» يقوم بعمل أشياء غير منطقية.

التصوير فى منطقة نزلة السمان كانت له ظروفه الخاصة جدا، من حيث طبيعة البيئة التى استمر فيها الأبطال ساعات طوال من اليوم على مدار أسابيع طويلة، وهو ما تناولته صاحبة «بنات وسط البلد» فى حوارها مع «التحرير»، قائلة «نزلة السمان مكان مختلف تمامًا عن القاهرة»، ثم أكملت «أنا لما بانزل أشتغل باكون عاملة زى الراجل اللى فى إشارة المرور، الدنيا برد بيكون واقف ولو حر بيكون واقف»، كما أكدت أنها لا تنتظر أى نوع من أنواع الرفاهية حينما تقوم بتصوير أى فيلم، حيث قالت «أنا من الممثلات اللى باحس إنى لو ماتعبتش فى الفيلم تبقى فلوسى حرام».

هنا ينتقل الحوار إلى إحدى المحطات المهمة فى مشوار منة شلبى، «عرفها الجمهور من خلال فيلم (الساحر) عام 2001»، حتى الآن ألا وهى مهرجان «كان» ومشاركة الفيلم فى المسابقة الرسمية بعد غياب 15 عامًا للأفلام المصرية عن المشاركة، حيث أكدت منة أنها محظوظة بالطبع للمشاركة فى المهرجان، خصوصًا أن التاريخ سيذكر أنها شاركت فى «كان»، حسب تعبيرها، وهو حدث سُجل فى التاريخ، وحينما سيتم ذكر سيرة مهرجان «كان» فى ما بعد، سيقال إن منة شلبى كانت إحدى المشاركات به، قائلة «ربنا كرمنى وخلّانى أبقى رمز لبلدى»، وأكملت منة «أهم حاجة لما ربنا يديك حاجة كبيرة زى كده، إنك تقيّمها وتحبها بس ماتقفش عندها»، معتبرة أن ما حدث شىء كبير، لكنها ستظل تمثل وتختار أحسن الموجود، وستظل تحاول أن تثبت نفسها كممثلة، كما قالت «دى دفعة معنوية بس مش هافضل زى الديك أقول إنى طلعت فى مهرجان (كان)».

بعد مشاركته فى «كان» لم يحصل الفيلم أيضًا على جائزة فى مهرجان «الأقصر للسينما الأوروبية»، الذى أقيم مؤخرًا، وهو ما عقّبت عليه، قائلة «مش دايمًا بتعمل أفلام عشان تاخد جوايز»، ورأت أن كون الفيلم يشارك فى مهرجان فهذا معناه أن هناك تقديرًا للفيلم ولصانعيه، واعتبرت أن عدم حصول الفيلم على جوائز هو موضوع غير مؤرق، خصوصًا أن تجربة منة شلبى فى لجان التحكيم جعلتها ترى أن نظرة الممثلين تكون مختلفة تمامًا عن نظرة لجنة التحكيم.

الجانب السياسى لم يكن غائبًا عن الحوار، فمنة فى بداية تصوير الفيلم فى ميدان التحرير وسط المتظاهرين، واجهت سيلًا من الأقاويل التى تشير إلى أن المتظاهرين لم يرحبوا بها، واتهموها بمعاداة الثورة، منة شلبى وجدت أن هذا وقت مناسب للرد على الموقف الذى تعرّضت له، معترفة فى البداية أنها إنسانة لا تفهم فى السياسة، ولم تتحدث عنها مطلقًا، كما أنها لم تقم بعمل إعلان للحزب الوطنى المنحل، قائلة «لما رخصة عربيتى كانت بتتسحب ماكنتش باعرف أرجّعها»، معتبرة أن أهم الشخصيات التى كانت تعرفها فى مصر كانوا زملاءها، وأكدت أنها لم يكن لها علاقة بضابط أو وزير، وبالتالى فلا يوجد لديها بطحة تخشى منها، وحينما وقعت الثورة هناك فنانون وزملاء لها نزلوا فى مظاهرات إلى ميدان التحرير، لكنها لم تذهب إلى الميدان ولم تكن فى نفس الوقت معادية للثورة، حسب ما أكدته، وأن أصدقاءها الذين تعرّضوا للاعتقال والضرب كانت تطمئن عليهم، وتقوم بالاتصال بهم لأنها كانت تجلس بجوار والدتها «الفنانة المعتزلة زيزى مصطفى» فى ذلك الوقت، وهو واجبها عليها، حسب ما تقول منة،

 وعقّبت بطلة «حرب الجواسيس» على الهجوم عليها، قائلة «إنى أتهاجم مافيهاش مشكلة، إنما يُدّعى علىّ أنى مصاحبة حسنى مبارك فده شىء مضحك، ويكملوا بقى أصل هى رايحة تزوره فى السجن، واشمعنا أنا؟ طب قولوا كلام منطقى»، كما أضافت «ده أنا أول مرة فى حياتى أشوفه كان يوم عيد الفن، وكل الناس اللى قالت دى راحت قابلت حسنى مبارك فى عيد الفن، أى حد قال كده لما كان هيستدعيه كان هيروحله على فكرة، لأنه كان لحد ساعتها سواء انت مابتحبوش أو بتحبه رئيس دولة، فماكنش ينفع أبدًا إنك تقول له لأ»، وأكدت منة أن الأمور السياسية هى لا تتكلم عنها، وبالتالى لن تقوم بإصدار خطاب للأمة كى توضح موقفها، ولن تقوم بالرد على الإشاعات أو تكذيبها حتى لا تعطيها «صيت»، وتحدثت منة عن الأوضاع حاليًا فى مصر،

وقالت إنها إن كانت ممن يهوون ركوب الموجة كانت ستخرج وتعمل مواقف لها علاقة بأى شىء لركوب الموجة، لكنها لم تفعل سواء قبل قدوم الإخوان أو حتى بعد قدومهم، حسب قولها، لأن موقفها فى البداية والنهاية موقف إنسانى بحت، قائلة «هتقولّى إنتى مع مين هاقولك أنا مع البنى آدمين»، وإن مواقفها السياسية هى صفر، لكن مواقفها الإنسانية ترضيها تمامًا، وهذا ما يهمها، وطلبت منة أن تعقّب على مقولة «هل الفن حلال أم حرام» المنتشر حاليًا، لأن هذه الجملة تتعبها، قائلة إن البلد يتقدم بالأخلاق ثم العلم ثم الفن يليها الثقافة والأدب والرياضة، وهذه عوامل تقدم للدولة مرتبطة ببعضها البعض، ولذلك حينما نقول لا للفن، فنحن هنا نهدم عامودًا مهمًا للتحضر العقلى، وكل شخص يعطيه الله هدية قد تتمثل فى صوت جيد فيصبح مطربًا، أو فى فكر مستنير فيصبح أديبًا، فهل يستطيع شخص أن يقول إن نعمة ربنا حرام؟

وفى نهاية الحوار كان لا بد من الختام عبر بوابة الفن، حيث أكدت منة أن أصعب مشهد فى الفيلم لم يتم اختياره ضمن أحداث الفيلم، أما ثانى المشاهد فكان مواجهتها للخيالة بعد حديث «محمود البيطار» إليها حول مَن يرغبون فى تشويه سمعتها، وتمثّلت صعوبته فى تمثيله على ثلاثة أيام، فكان صعبًا عليها أن تستحضر نفس انفعالات المشهد







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون