Translate

الجمعة، 3 يناير 2014

الجزائر : عندما تتحول طالبات العلم الى طالبات للهوى .. فيديو

فجّر تحقيق تلفزيوني أجرته فضائية جزائرية خاصة حول السكن الجامعي للطالبات، ردود فعل عنيفة على المستويين الرسمي والشعبي في البلاد، وصلت إلى توعّد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وديوان الخدمات الجامعية برفع دعوى قضائية ضد القناة.

 التحقيق، الذي بثّ بعنوان “عندما تتحول طالبات العلم الى طالبات للهوى” في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على فضائية “النهار” الخاصة ضمن برنامج “سري للغاية” التي تعمل على كشف ما يمكن تسميته “تابوهات” (محرمات) لدى الجزائريين، وكان أول تحقيق أجراه البرنامج حول “الإجهاض السري للفتيات في الجزائر”، غير أن هذا الأخير لم يثر الضجة نفسها كما فعل التحقيق حول الفتيات في السكن الجامعي.

 وجرى التحقيق، حسبما أفاد القائمين به، بسرّية كبيرة، حيث تم التصوير بكاميرا صغيرة لا يراها أحد وتقمصت الصحفيتان مُعدتا التحقيق دور طالبتين، ونجح فريق العمل في التسلل إلى عشر وحدات للسكن الجامعي، ونقلوا جانبا لا أخلاقيا في حياة بعض الطالبات.
غاص التحقيق في الحياة الليلية لطالبات مقيمات في السكن الجامعي، يتحدّين القوانين الداخلية فيخرجن للسهر وقضاء “ليال وردية” مع أخلائهن في الفنادق وفي أماكن خاصة، كما كشف تعاطي الطالبات الخمور والمخدرات داخل غُرفهن، وكشف الستار أيضا عن تواطئ أعوان أمن السكن مع الطالبات للسماح لهن بالخروج في الوقت الممنوع مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 7000 دينار (70 دولارا).

ونظمت طالبات مقيمات في السكن الطلابي بالعاصمة غداة بث البرنامج وقفة احتجاجية أمام مقر الفضائية الخاصة تعبيرا عن رفضهن لمضمونه وتعميمه ظاهرة الفساد الأخلاقي على كل الطالبات كما طالبن باعتذار من القناة.



وهذا العمل الصحفي لم يعجب المسؤولين في الدولة كما خلّف استياء لدى قطاع كبير من المواطنين وخاصة أولياء الطالبات، بل إن من الأولياء من أمر ابنته أن تعود إلى البيت والتوقف عن الدراسة في الجامعة خوفا عليها أن تقع فيما وقعت فيه طالبات تحقيق قناة “النهار”، بحسب مصادر في السكن.

كما استهجنت عناوين صحفية مثل يومية “الفجر” التحقيق، وكتبت مديرة اليومية حدّة حزام افتتاحية هاجمت فيها مدير القناة بشدة ووصفت العمل بـ”اللامهني واللأخلاقي” وبـ”ريبورتاج العار”.

 كما هاجمت منظمات طلابية محسوبة على التيار الإسلامي التحقيق، إذ استضافت قناة النهار طالبات من “الاتحاد الطلابي الحر”، الذراع الطلابي لحركة مجتمع السلم التابعة لجماعة الأخوان المسلمين، ومنحتهم حق الردّ، وتحدّثت الطالبات عن ما سمّينه “وقوع التحقيق في فخ التعميم”، ورأين أن الغالبية العظمى من طالبات السكن الجامعي لسن بائعات هوى وأن من شملهن التحقيق يشكلون نسبة قليلة جدا.

 وأصدرت حركة مجتمع السلم بيانا احتجاجيا على التحقيق والوضع التي تم تصويره عن الجامعات الجزائرية، دعت فيه “المجتمع الجزائري بمؤسساته الرسمية والمجتمعية للوقوف بحزم أمام وسائل الإعلام غير المسؤولة والمغرضة والمشوهة للحقائق، في أداء بعيد عن الاحترافية همها الوحيد هو الإثارة وكسر القيم الاجتماعية التي تربى عليها المجتمع الجزائري”، وتعني بذلك قناة “النهار”.
 وانتقد عبد المالك بن لعور، عضو المكتب الوطني للاتحاد الطلابي الحر، التحقيق، وقال في تصريح لـ”الأناضول” إنه (التحقيق) “ذهب في اتجاه واحد وهو التركيز على الجانب غير الأخلاقي في سكن الطالبات، ويا ليته انتهى بالحديث عن الطالبات العفيفات المُجدّات في دراستهن، حتى يكون متوازنا، لكن للأسف لم يحدث هذا”، حسب تعبيره.

 واعترف بن لعور أن ما جاء في التحقيق حقيقة لا ينكرها أحد “إلا أنه مسّ بسمعة الطالبات بجعلهن كلهن في سلة واحدة”.
 أما الردّ الأقوى فكان من وزير التعليم العالي محمد لمبارك، الذي “طمأن” أولياء الطالبات الجامعيات عبر التلفزيون الرسمي، قائلا “بناتكم شريفات طاهرات، وهنّ في مأمن”، وتوعّد القناة صاحبة التحقيق بالمتابعة القضائية وهو ما قررته أيضاً إدارة الديوان الوطني للخدمات الجامعية.
لكن بالمقابل وجد التحقيق أنصارا كثيرين، خاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وموقع مشاركة مقاطع الفيديو على الانترنت “يوتيوب”، إذ تجاوز عدد مشاهدي التحقيق على “يوتيوب” نحو 800 ألف.

فيما انطلقت حملة على “فيسبوك” تحذّر البنات من السقوط في فخ الرذيلة، وطالب كثيرون السلطات بفتح تحقيق في القضية لضبط الأمور في الأحياء الجامعية الخاصة بالإناث.

ورفض المشرف على التحقيق يوسف نكاع لـ”الأناضول” اتهام القناة بتعميم الظاهرة، وقال إن ما عرضه التحقيق لا يعني من قريب ولا من بعيد الطالبات غير المتورطات.

 وأوضح المتحدّث أن “الحملة” التي شنّتها أطراف إعلامية وسياسية على العمل”لا تستند إلى حجة فيما تدّعي”، على حد وصفه.
وأضاف أن هنالك “فرق كبير بين التعميم وبين الانتشار الكبير للظاهرة غير الأخلاقية في وحدات السكن الجامعي في البلاد”، وقال “إن الذين انتقدونا لم يفهموا الهدف من العمل الذي قمنا به”.

وذهب نكاع إلى القول بأن “المتحاملين على التحقيق راضون بما يجري في السكن الجامعي من أفعال مخلّة ويقبلون بما يجري فيها”.
 وأفاد أن التحقيق تطلّب من الصحفيتين ياسمين خلفي وحنان بدر الدين خمسة أشهر كاملة، شهران لضبط الاتصالات و3 أشهر للتصوير وجمع المادة الإعلامية، وعلى هذا الأساس- يقول المتحدث- فنحن أمام “عمل حقيقي موثّق ومُعد على نار هادئة”.

 وقال نكاع إن ما بثته “النهار” لا يتجاوز 1 بالمائة من الحقائق التي التقطتها الكاميرا، وأن ما بُثّ راعى المجتمع الجزائري المحافظ.
 من جهة أخرى، كشف نكاع أن جمعيات وطنية وأجنبية أعربت عن نيتها تكريم الصحفيتين اللتين قامتا بالعمل تشجيعا لهما، كما ذكر أن شخصيات كبيرة في الدولة شكرت النهار على التحقيق، دون أن يسمّيها.

 وقد احتل تحقيق النهار دائرة الحدث في موقعي “فيس بوك” ويوتيوب”، وهو دليل ملموس على مدى الأثر الذي خلّفه في مجتمع يسمع فقط عن هذه الظواهر وإذ به يراها على شاشته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون